مشروع ناجح كيف تحول صاحبه من مجرد شخص عادي إلى صاحب عمل ناجح | وظائف واعمال

مشروع ناجح كيف تحول صاحبه من مجرد شخص عادي إلى صاحب عمل ناجح

التعليق

 

مشروع ناجح كيف تحول صاحبه من مجرد شخص عادي إلى صاحب عمل ناجح
مشروع ناجح كيف تحول صاحبه من مجرد شخص عادي إلى صاحب عمل ناجح

مشروع ناجح كيف تحول صاحبه من مجرد شخص عادي إلى صاحب عمل ناجح




من خلال هذا الموضوع سوف سوف أحدثكم عن قصة لم يرويها أحد من قبل والقصة تدور حول شخص يعمل في مكتبة في إحدى دول الخليج، وهذه الرواية المذهلة كانت ولا زالت مصدر إلهام لي طيلة حياتي

الجزء الأول 

لم يتمكن من إكمال دراسته الجامعية لظروف عائلية رغم ذكائه  اضطر أن يسافر من مصر بعد حصوله على مؤهل الدبلوم ولم يجد فرصة عمل في الخليج غير أن يبيع الكتب في مكتبة صغيرة نظراً لعشقه الكبير للقراءة والمطالعة ونظراً لضعف إمكانياته المادية سمح له مالك المكتبة بالنوم في المكتبة كمساعدة منه له. وخلال تلك السنوات التي قضاها في الخليج لم يستطع ادخار ما يكفي من المال ليحقق بذلك طموحاته لكنه في هذا الوقت كان يقرأ بنهم شديد لدرجة مذهلة حتى  أنه كان ينتهي من قراءة 10 كتب يومياً. وفي أحد الأيام قرر الرجوع إلى وطنه ولم يمتلك ما يكفي من المال واجتمع في لقاء مع صديق له كان يستشيرة حول فرصة عمل عرضت عليه ليعمل كشاعر هاوي في إحدى شركات الإنتاج الفني وسأله أنت ماذا تريد؟ قال له وهو يزن كلماته جيدا أحلم بتأسيس عملي الخاص، أريد أن أقوم بإنشاء دار نشر صغيرة. قال له صديقة: -تعلم أن الأمر فيه صعوبات وتحديات كبيرة؛ لكنني أشجعك على أن تتحقق شغفك وتتخذ الخطوة المناسبة لذلك وما أراه من ولعك بالقراءة حتماً سيدفعك لتقديم أفضل ما عندك. ثم في حماس سحب قلمه وقطعة من الورق وسأله ماهو الاسم الذي تفكر فيه؟ واندمج الاصدقاء في نقاش حار حول الاسم وكيف يمكنه تصميم الشعار له وكيف سيظهر على الكتب التي سوف تصدرها دار النشر الوليدة 

الجزء الثاني 

فعلاً بدأ في قرع على بوابة المجد وهي أولى خطوات النجاح في إجراءات تأسيس دار النشر؛ واستدان مبلغاً من المال لتأجير مقر للدار وطباعة بطاقة شخصية لتقديم نفسه للكتاب والمؤلفين؛ كان يرى السعادة تقفز من عينيه وهو يعيش حلمه ويستمتع بدفء شعوره بأنه يعمل لدى نفسه. وكان يتخيل أمامه أرفف كبريات المكتبات وقد تزينت بعناوين من إصدارات دار نشره؛ فتبعث في نفسه هذه الصورة طاقة هائلة تجعله يواصل الليل بالنهار ولا تفتر عزيمته ولا يفت في عضده كل ما يلاقيه من تحديات خصوصاً وأنه لا يملك المال الكثير الذي يمكنه من استقطاب الأقلام الكبيرة في عالم الأدب والصحافة. لكن مرت الأيام والأسابيع؛ وكل محاولات صديقي تفشل لإقناع كاتب واحد على الأقل بمنحه الفرصة بمسودة يستطيع بها أن يصدر الكتاب الأول؛ يقول صديقة كلما ألتقينا عرفت النتيجة من علامات خيبة الأمل على وجهه؛ وفي إحدى المرات قال له ضاحكاً: -دعك من هؤلاء البلهاء الذين يرفضون المجد الذي يطرق أبوابهم. هنا لمعت عينا صديقي وقال لي في حماس: -لقد أوحيت لي بعنوان كتاب سوف يكون هو الإصدار الأول لدار النشر؛ سيكون اسمه: قرع على بوابة المجد وسوف أكتبه بنفسي حيث أرغب في جمع أفضل المقولات الخالدة للمفكرين والأدباء ليستفيد بها الناس وسط إيقاع حياتهم السريع في جرعات مختصرة ومؤثرة. قلت له وأنا أبتسم جذلا: توكل على الله وتصميم غلاف الكتاب سيكون هديتي لك؛ عنوان جميل وموضوع شيق يستحق أن يكون الأول في سلسلة الكتب التي ستقوم بنشرها. وهكذا.. خرج إلى النور الكتاب الأول من تأليف صديقي الذي حينما لم يجد كاتبا يعطيه أحد مؤلفاته قام بنشر كتاب من تأليفه؛ ولكن.. لم يكن هذا كافيا في الحقيقة؛ ورغم أن الكتاب حقق مبيعات جيدة وكان قيما بالفعل؛ لكن الأحداث تطورت لاحقا بشكل يشبه دراما الأفلام والمسلسلات 

الجزء الثالث 

وأخيراً فتح الأبواب وظلت دار النشر تعاني من عدم وجود كتب فيها حتى جاء يوم قرر فيه صديقي إعادة الكرة وكتابة كتابه الثاني؛ واختار مجالا آخر في العلاقات الإنسانية لم يكن يحظى باهتمام كبار المؤلفين؛ وكان لصديقي باع طويل في مجال الإصلاح الأسري بين الناس بقيامه بالتوسط لحل المشاكل الزوجية والأسرية؛ فقال لي سوف أبدأ كتابي الثاني بموضوع هام للأسرة؛ ثم فاجأني بقراره استكمال دراسته الجامعية بدراسة الإعلام في إحدى الجامعات المصرية العريقة؛ شعرت بالإعجاب الشديد لمثابرته وإيجابيته الكبيرة رغم التحديات الهائلة التي يواجهها وحيدا؛ لقد امتلك عزيمة فولاذية لا تلين. أثناء هذه الفترة تعرف صديقي على أحد نجوم القنوات الفضائية الذي كان دائم الحضور في البرامج الشعبية وكانت له إسهامات في إحدى المجالات الصحية المتخصصة؛ لكن العجيب أن هذا الشخص المشهور لم يكن له كتاب واحد في السوق رغم شهرته الساحقة؛ اقترح عليه صديقي أن ينشر له كتابا هو الأول ووعده بأن يقدم الكتاب بمستوى يليق به؛ فوافق الشخص المشهور على إعطائه كتابا قال له إنه مسودة لم تكتمل وظلت على جهاز الكمبيوتر لسنوات طويلة. من أهم صفات صديقي أنه مثابر ومتقن لعمله؛ لقد أخذ مسودة الكتاب فراجعها لغويا ودققها و قام بصف المحتوى بشكل شيق؛ وقام أحد المصممين المبدعين في شركتي للإعلانات بإبداع غلاف جذاب؛ ثم اختار صديقي إحدى أفضل المطابع لطباعة الكتاب؛ فخرج تحفة فنية فاخرة. وفي ليلة تاريخية؛ وقبل خروج مؤلف الكتاب المشهور على الهواء مباشرة على إحدى القنوات ذات الشعبية الهائلة في ذلك الوقت؛ أعطى صديقي للمؤلف نسخة من الكتاب المطبوع؛ ذهل صاحب الكتاب من فخامة الطباعة والإخراج وقال له: -روعة الطباعة والإخراج ستجعلني أقوم بعمل دعاية لك على الهواء مباشرة أثناء ظهوري الليلة. وبالفعل خرج المؤلف على الهواء مباشرة ليعلن أن كتابه الأول قد خرج إلى النور وطلب من فريق إعداد البرنامج وضع رقم محمول صديقي على الشاشة طيلة الحلقة.. وهكذا انقلبت الدنيا رأسا على عقب؛ لقد ظلت طلبات شراء الكتاب تنهال على صديقي لدرجة أنه تعاون مع أكبر شركة توزيع في مصر لمساعدته على تلبية الطلبات التي بلغت الآلاف خلال بضعة أيام.. بعد أسبوع دخل صديقي معرض الكتاب بطبعة جديدة من الكتاب نفدت خلال اليوم الأول؛ طبع مرة ثانية وثالثة ورابعة ونفدت كلها.. كان يأتي صديقي إلى شقتي في العاصمة ليرتاح قليلا في نهاية يوم طويل من المبيعات؛ كان يحمل أكياسا من المال لا يستطيع عدها ليضعها بجوار الباب ويذهب لينام استعدادا ليوم جديد وتعب لذيذ إذ يعيش حلما يستحيل أن يصدق أحد أنه قد حدث 

الجزء الرابع 

الخيانة أجمع الكل على أن مبيعات دار النشر المغمورة التي كانت تشارك لأول مرة في معرض الكتاب قد فاقت كل دور النشر الأخرى مجتمعة ذلك العام؛ قال لي أحد أصحاب دور النشر الكبرى: -صديقك هذا باع خلال أسبوع واحد ما يساوي جميع طبعات كتب نجيب محفوظ الحاصل على جائزة نوبل خلال سنوات؛ ياله من محظوظ. بعد أن انتهى معرض الكتاب بتحطيم كل الأرقام القياسية؛ جاء الوقت الذي ينبغي أن يحصل صديقي على حصته من المبيعات من شركة التوزيع التي تعاون معها نظرا لضخامة الطلب على الكتاب.. وللأسف الشديد؛ قامت شركة التوزيع بالتحالف مع الشخصية المشهورة على حساب صديقي المكافح الذي كان ذنبه الوحيد هو العمل والاجتهاد ظنا منه أن هذا يكفي لحصول كل شخص على حقه. غدرت الشركة به واستولت بالتعاون مع مؤلف الكتاب على معظم الحقوق المالية لصديقي؛ وبعد أن لامس السماء بيديه؛ تلاشى الحلم في ثوان؛ واتصل بي وصوته يقطر حزنا قائلا: -لقد خسرت للتو مليون جنيه؛ استولوا على حقي لأني وثقت في كلمة منهم. لم تسعفني كل كلمات المواساة والتعاطف؛ وتدخلت بالوساطة بينه وبين الشركة على أمل أن يستيقظ ضميرهم ويعيدوا له حقه الذي لم يظن للحظة أنهم قد يطمعون فيه وقد حققوا من الأرباح أضعاف ما كان له عندهم؛ ولكن لا حياة لمن تنادي؛ فقد أعماهم المال خصوصا وأنه قد أتى بدون أن يتوقعوا أو يحسبوا حسابه. وعاد صديقي إلى الصفر مرة أخرى لكن هذه المرة مع جرح غائر لم يندمل حتى هذه اللحظة التي أحكي لكم فيها قصته؛ خصوصا وأنه كانت تجمعه صداقة مع أصحاب شركة التوزيع الذين طعنوه في ظهره، لكنه لم يستسلم وقرر المضي قدما في كتابه الثالث؛ وهنا كانت المفاجأة التي لم تكن في الحسبان 

الجزء الخامس 

العثور على الكنز بعد النجاح الهائل الذي حققه الكتاب انهالت على صديقي عروض من كبار الكتاب مقدمين له أفضل كتبهم و عروضهم، كانت الصدمة لا تزال تعصف بصديقي لكنه استثمر كل فرصة عرضت عليه وبدأ بطباعة كتب لمشاهير من رواد التنمية البشرية و الثقافة والأدب والصحافة لكنه وجه طاقته الأكبر إلى كتبه التي وبشكل عجيب بدأت تنتشر في أوساط الشباب بشكل غير مسبوق، لدرجة أن دور نشر أخرى تفاوضت لأخذ الحقوق الحصرية لكتب صديقي التي تجاوزت ست كتب تغطي جوانب هامة ومؤثرة في حياة الأسرة والشباب. خلال عدة سنوات تجاوزت إصدارات صديقي أكثر من خمسة عشر مؤلفا أخذت مكان الصدارة على أرفف أفضل المكتبات وأشهرها، ووصل عدد قراء الكاتب الذي كان مغمورا أكثر من مليون قارئ في العالم العربي، تخرج صديقي وحصل على درجة البكالوريوس في الإعلام، ترجمت كتبه إلى الإنجليزية و الأندونيسية والماليزية والكردية كما ترجمت بعض مؤلفاته إلى لغة برايل للمكفوفين حاضر صديقي في جميع جامعات مصر المرموقة، وحل ضيفا على جميع القنوات الفضائية والمحطات الإذاعية وكتب مقالات في أهم الصحف اليومية، وسافر إلى عشرات العواصم العربية والإسلامية محاضرا ومتحدثا وملهما للشباب ومشاركا لهم رؤيته وأفكاره، تجاوز عدد الحضور في ندواته ومحاضراته 300 ألف شخص، قدم نهجا جديدا في مجال التنمية البشرية لا يسوق للدجل والخزعبلات والأكاذيب بل يزيل الغشاوة من على الأعين ويدل الناس على القيمة الحقيقية ويساعدهم في العثور على الكنز الذي بداخل كل واحد منهم. هذه كانت قصة صديقي التي عشتها معه لحظة بلحظة ودمعة بدمعة وفرحة بفرحة، قصة صاحب دار أجيال للنشر، إنه الكاتب والأديب والشاعر والمؤلف.. كريم الشاذلي

0 comments:

إرسال تعليق